الخميس، 18 ديسمبر 2025

الدكتورة هبة السويدي تؤكد أن زراعة الجلد الطبيعي إجراء علاجي أساسي لإنقاذ حياة أطفال الحروق


القاهرة - أ.ق.ت - فادى لبيب : أشارت الدكتورة هبة السويدي، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، إلى أن هناك سوء فهم لدى بعض المواطنين بشأن أهمية زراعة الجلد الطبيعي المتبرع به من متوفين ...

مؤكدة أن هذا الإجراء يُعد أحد الأعمدة الأساسية عالميًا في علاج حالات الحروق الشديدة، خاصة بين الأطفال.


وأكدت السويدي أن كل مريض حروق يدخل مستشفى أهل مصر يُمثل أمانة إنسانية قبل أن يكون حالة طبية، موضحة أن الجلد المستخدم في هذه الجراحات هو جلد طبيعي مُعالج طبيًا يُعرف عالميًا باسم (Cadaver Skin)، ويُستخدم في كبرى مراكز علاج الحروق حول العالم لإنقاذ الأرواح في المراحل الحرجة.


وأوضحت أن الجلد يُعد أكبر عضو في جسم الإنسان، تمامًا كالقلب والكبد والكلى والقرنية، مشيرة إلى أن هذا الجلد يتم الحصول عليه من متبرعين بعد الوفاة من خلال بنوك أنسجة مرخصة عالميًا، ووفقًا لموافقات قانونية وأخلاقية صارمة.


وذكرت أن مستشفى أهل مصر يعتمد على الاستيراد من كبرى بنوك الجلد الدولية، من بينها:

  • Euro Skin Bank بهولندا
  • UK Skin Bank بالمملكة المتحدة
  • American Association of Tissue Banks (AATB) بالولايات المتحدة
  • Australian Skin Bank بأستراليا


وقالت إن تمكّن مصر من استخدام هذا النوع المتقدم من العلاج يُعد سبقًا طبيًا حقيقيًا، يضع الدولة في مصاف الدول المتقدمة في علاج الحروق، ليس من حيث الحديث عن التطور فقط، بل من حيث التطبيق الفعلي على أرض الواقع.


وشددت السويدي على أن زراعة الجلد الطبيعي في حالات الحروق الشديدة ليست رفاهية طبية، بل إجراء علاجي أساسي لإنقاذ الحياة، لافتة إلى أن هذه الجراحة تُعد من أدق وأندر الجراحات، ولا يُجريها في مصر سوى البروفيسور العالمي نعيم مؤمن، المرجعية الدولية في علاج الحروق، والذي يحرص على تدريب الفرق الطبية بالمستشفى أثناء تواجده.


وأضافت أن المستشفى نجح مؤخرًا في إجراء جراحة زراعة جلد لطفل يبلغ من العمر 6 سنوات، بنسبة حروق وصلت إلى 70% من جسده، وقد كُتب له النجاة بفضل الله ثم العلم وجهود الفريق الطبي.


كما أوضحت أنه تم - منذ يومين - إجراء جراحتين مماثلتين لطفلين، أحدهما يبلغ 15 عامًا بنسبة حروق 70%، والآخر 7 سنوات بنسبة حروق 40%، فيما كان طفل آخر يبلغ 4 سنوات يخضع للجراحة أثناء كتابة المنشور، داعية الجميع للدعاء لهم بالشفاء.


وأشارت السويدي إلى أن استيراد الجلد الطبيعي استغرق قرابة عامين كاملين من الجهد للحصول على الموافقات اللازمة، مؤكدة أن معاناة أطفال الحروق ونظرات الخوف في أعين ذويهم كانت الدافع الرئيسي للاستمرار، رغم أن تكلفة العلاج قد تصل إلى مليون جنيه للحالة الواحدة.


وأكدت أن التبرع بالأعضاء مُصرح به في العديد من دول العالم، معربة عن أملها في أن يتم تفعيل وتطبيق قانون التبرع بالأعضاء في مصر بشكل كامل، مستشهدة بالآية الكريمة:

"ومن أحيا نفسًا فكأنما أحيا الناس جميعًا".


واختتمت الدكتورة هبة السويدي تصريحاتها بالتأكيد على أن الطب علم، والرحمة مسؤولية، وأن إنقاذ طفل مريض حروق يمثل .. خطًا أحمر .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق