اقتصاديات إقصاء حرق التبغ بالمملكة المتحدة تبشر بخفض النفقات العلاجية للتدخين
فيما أوضح أحدث تقرير مشترك صادر عن المعهد ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، أن معدلات النمو المرتفعة لمنتجات التبغ المسخن في اليابان ساهمت بشكل كبير في خفض مبيعات السجائر التقليدية منذ عام 2016 وحتى الان.
وكشف التقرير أن تكلفة الاعباء الاقتصادية الناتجة عن فشل التعامل مع مشكلة
تعاطي التبغ تصل لأكثر من تريليون دولار أمريكي سنويًا، ذلك في التوقيت الذي تلعب فيه
السياسات الجديدة لمكافحة التبغ دوراً مهما في حماية الصحة العامة، مشيرا إلى أن العديد
من الدول مثل الولايات المتحدة والبرتغال والمملكة المتحدة ونيوزيلندا وجمهورية التشيك
والفلبين واليونان، اعترفت بقدرة المنتجات البديلة على خفض مخاطر السجائر التقليدية،
حيث تؤكد الأبحاث العلمية "المثبته" أن عملية حرق التبغ في السيجارة التقليدية
مسئولة بشكل مباشر عن الامراض المرتبطة بالتدخين، وليس النيكوتين كما يشاع، خاصة وانها
تتسبب في انتاج أكثر من 6000 مركب كيميائي ضار أو يحتمل ان يكون ضار، يتسبب فى تلك
الامراض.
بينما تُقصي البدائل الخالية من الدخان عملية الحرق تماما وتستبدلها بتسخين
التبغ عند درجة حرارة لا تتجاوز 350 درجة مئوية كحد أقصى، وهي درجة الحرارة التي لا
تحرقه. وبالتالي تنخفض متوسط مستويات المواد الضارة بنسبة تصل إلى 95% مقارنة بالموجودة
دخان السجائر، غير أن ذلك لا يعني بالضرورة خفض الأضرار الناتجة عن التدخين بنفس النسبة،
أو أن هذه البدائل خالية تماما من المخاطر.
بالرغم من أن النيكوتين يعتبر أحد أسباب الاستمرار في التدخين، إلا أن
الابحاث العلمية تؤكد براءته من التسبب في الامراض الناتجة عن التدخين، لكنه يظل ماده
ادمانية، وليس خاليًا من المخاطر، وهو ما عبر عنه سكوت جوتليب، مفوض إدارة الأغذية
والدواء الأمريكية FDA، عندما قال في عام 2017:
"ليس النيكوتين هو ما يقتلك، بل المواد المسببة للسرطان الناتجة عن إشعال التبغ".
بدوره أكد البروفيسور فرانشيسكو موسكون، أستاذ اقتصاديات الاعمال بكلية
برونيل للأعمال بإنجلترا والرئيس السابق لمركز الأبحاث في ريادة الاعمال أن التحول
من السجائر التقليدية إلى المنتجات منخفضة المخاطر مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات
التبغ المسخن، قد يؤدي إلى تخفيضات كبيرة في النفقات الصحية في إنجلترا تتراوح من
2.5٪ إلى 13٪، اعتمادًا على معدلات التحول، وأن هذا التحول يمكن أن يساعد المملكة المتحدة
على تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على التدخين التقليدي بحلول عام 2030 مما سيؤدي
إلى توفير موارد المستشفيات لصرفها على الامراض الحرجة الأخرى.
فيما تشير الأبحاث إلى أن الجمع بين التدابير القوية لمنع التدخين ودعم
استخدام البدائل منخفضة المخاطر، يمكن أن يؤدي إلى تسريع الوصول للقضاء على تدخين التبغ
في جميع أنحاء العالم، وأن هذا النهج يمكن أن يؤدي إلى تخفيضات كبيرة في نفقات الرعاية
الصحية ويوفر مسارًا نحو تحقيق أهداف الصحة العامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق